أزمة لبنان «علكة معلوكة» ويعاد علكها. فما من عاقل في هذا البلد التعيس يأخذه الوهم بأنّ الحكومة المنتظرة بلونها وطعمها وروائحها ستكون قادرة على إخراج البلد من محنته. بحكومة أو بلا حكومة يحتاج المواطن اللبناني الآن الى كثير من الغباوة، لكي يصدّق أنّ الّذين تراشقوا بالإتهامات ونبشوا القبور من كل الأفرقاء، خصوصاً المسيحيين يا عيب الشوم، سيخلعون كل هذه الكراهيات ويلبسون ثياب إصلاح وإنقاذ. هذا المواطن سيجد نفسه من جديد إذا ظهرت الحكومة وسط حلبة الملاكمة يتلقى من اللكمات أكثر من المتلاكمين.
نظراً الى تركيبته العجيبة، لبنان لا يُحكم إلا بالتسويات والمحاصصات والتوافق أو حتى بربط نزاع، لذلك كل الحلول إذا وجدت عمرها قصير. عام 1943 «الميثاق الوطني»، «سلبيّتين لا تصنعان أمة». عام 1958 كانت تسوية «لا غالب ولا مغلوب». عام 1989 «اتفاق الطائف». عام 2008 «اتفاق الدوحة». واليوم لا يزال على حافة جهنم.
الواقع أنّ لبنان لم يعد يتحمّل حكم التسويات بل بات في حاجة الى حلول يصنعها رجال فكر – غير موجودين عندنا – يعملون على خلق حلول جذرية تسير «بالشعوب اللبنانية» الى الرقيّ والتقدّم والإزدهار. لذلك لبنان بحاجة الى «أبطال حلول» – غير موجودين – وليس الى حرّاس أزمات – متوفرين بكثرة.
يا صنّاع وحرّاس الأزمات، التسويات لم تعد تصلح للبنان، لأنّها مجرّد هدنة بين حرب وحرب. لذلك بات مطلوباً الإتفاق على «أي لبنان نريد وأي نظام له». ومن جديد بوابة الحل، «اللامركزية الإدارية الموسّعة والّتي توصلنا الى الكونفيديرالية»، عندها نجد حلولاً جذرية: خطة عمل، برنامج إصلاح، خريطة إصلاح، خريطة تطوير، إنهاء الهدر، محاسبة الفساد، وقف السرقة، صراع المحاصصة، صراع الأحجام، خلاف المقاعد، وعجائب الفضائح من معظم السياسيين الغارقين في «نظام المركزية» أي مغارة علي بابا، والسلام عليكم!!!