بقلم نجيب خليل روحانا
«وثيقة الوفاق الوطني» البتراء انتهت، في سياق معمعة سياسية لا مثيل لها وتحديداً بعد خطاب أمين عام «حزب الله» وما تبعه من صولات وجولات وحملات وتغريدات بالجملة والمفرق. أقرأ بتأن، ما يجري في البلد من انهيار تدريجي فهو مدروس. فالحزب يسعى عند كل مفترق لتغيير واقع لبنان السياسي والتعددي وعلى كل المستويات، هو حقيقة تترجم حالياً من خلال عناوين أساسية واقعية وملموسة، وما يتطرّق إليه «الحزب» يومياً، إنّما يأتي وفق تعليمات إيرانية بعد فرض العقوبات على طهران وانحسار دورها في سوريا لصالح روسيا الى فقدانها أوراق سياسية وميدانية في العراق وفلسطين واليمن، ما دفعها للإمساك بالورقة اللبنانية بكل مفاصلها. تأتي مواقف «الحزب» تصعيدية وتحذيرية وبنبرة عالية، تصبّ في خانة أنّ إيران قادرة على الخربطة وليسمع المجتمع الدولي ويحاورها، وليسمع اللبنانيين وينصاعوا لها.
«لا تستغبي ذكائي، ولا تستذكي غباءك».
«حزب الله» أداة إيرانية باعترافه، وقيادته تماري الأمور لتمرير تكتيكها، المتقلب، من ضمن استراتيجية ثابتة، هي خدمة «الجمهورية الإسلامية». المتداول في كواليس «نخبة الحزب» أنّ هناك دولتين، «دولتنا» أي دولة «الحزب» ولديها جيشها وسلاحها ومؤسساتها ومستشفياتها ومدارسها ومخزونها المالي، ولا تحتاج الى أحد وتستطيع متى شاءت أن تسيطر على كل البلد. وهناك «دولتهم» أي «بقية اللبنانيين» بمؤسساتها الضعيفة والمتهالكة والفاسدة والمفلسة والمتسولة… هذا التوصيف في أذهان «دولة الحزب» يعني أنّها تجاوزت مسألة حماية سلاحها غير الشرعي ويفسر استقواءها المتمادي على «دولة لبنان» بمن فيها من حلفاء لـ «الحزب» يخضعون لمشيئته من أعلى المستويات الى أدناها ومن خصوم يجري ترويضهم بالصدمات كي يلعبوا اللعبة التي رسمها لهم.
يا حبايب، حتى لو شكلت الحكومة في هذه اللحظة، فالمعارك السياسية لن تتوقف، والمنسوب التدميري لـ«دولة لبنان» سيرتفع، ربطاً بمتغيرات المنطقة وحيث هناك من سيتمتع بنشوة عدم سقوط النظام السوري وسيحارب آخرون العقوبات المفروضة على طهران من بيروت. وبمعنى أوضح، لبنان ساحة «تجاذب كارثي» والمخاوف من أن يكون «الإستيلاء» قريب.
من الآخر، نقبل «بالطائف» إذا نفّذت جميع بنوده مع التعديلات الرئاسية المطلوبة، ونقبل بقتله على أساس صيغة تعايش جديدة ركائزها اللامركزية الإدارية الموسعة وصولاً الى الفدرالية وإلا… والسلام عليكم!!!