21/12/2018
جيسيكا رزق معلوف
عندما كان يعبث بترابها جحافل الشر، كانت جارة الوادي ترفع عينيها إلى السماء وتلف ذراعيّها زناراً من النار بوجه الغرباء.
حتى توحدوا ثلاثة أقانيم بأم البقاع وأصبحت معبداً للدين والدنيا ونموذجاً مصغرا عن لبنان بوحدة أهلها وشهامتهم.
ففي زمن الحرب اتحدوا وانتصروا بوجه كل القامعين والطامعين في مدينة الشعر أما اليوم فاختلف المشهد إذ ببوصلة العتب تتصوب على أهلها و أيضاً على بعض إعلامييها.
ما هو الغرض؟ وهل ينحصر فقط في إطار النيّل والتحجيم من كبار رجال السياسة والأعمال في زحلة؟
فبعد تسييس وتسويق الإشاعات بوجه الكثير من الاستثمارات في الحقل الإقتصادي البقاعي ونعتهم بمعمل الموت وغيرها من الألقاب الغيورة وصل الآن الموس على ذقن معمل الميموزا ليندرج على خارطة التحديات المشبوهة.
والعجب انهم يشتكون من البطالة وتردّي الوضع المعيشي وفي المقابل يحجبون الرؤية على ألاف من فرص العمل في المدينة.
ويأتي ذلك تزامناً مع الإشكال الذي وقع بين مناصري رئيس حزب التوحيد العربي وشعبة المعلومات فكانت لهم الجاهلية بالمرصاد أما اليوم تعتب زحلة على رجالها وتحنّ لحنكة أهلها وتسأل عن موقع رجال الحرب من المعادلة في اتخاذ قرارت المدينة ففي الظاهر أكلتهم الأحزاب لحماً ورمتهم عضماً، والمشهد المألوف يعود ويكرر نفسه في كل امتحان حيث يُكرم الزحليّ بقرع جرس الباب العالي ام يُهان بسبب خيارات محدودة.
نعم، إني اؤمن بأن جميع المدن تَتَقَوْلَب في مساحات محددة، إلا زحلة. تعلمنا من آفاقها الثقافية ومن معاركها أنها مدينة تجاوزت حدودَها ومساحتها لتكون رؤية نستشرف منها لبنان الخالد في ايمانه بتاريخه وبإنسانه. كانت هي الرمز الذي علَّق عليه مسيحيو لبنان آمالهم في منطقة حُرِّمت على الكثيرين منهم لسنوات طويلة. ومثلما كانت هي الحلم والرمز والمستقبل أثناء الحرب هكذا غدت أيضاً في أيام السلم آملين من سيدة زحلة ان تنير عقول المؤتمنين على حماية كرامتها كما أمنها وأمانها.
