موجة جديدة من التفاؤل هبت باتجاه ملف تشكيل الحكومة، نتيجة الكلام الذي ادلى به الرئيس المكلف سعد الحريري، بعد زيارته عين التينة، حيث اعلن ان الاسبوع المقبل سيكون حاسما.
ولكن ليست المرة الاولى التي تحدّد المواعيد لولادة الحكومة… وتصطدم مجددا قبل لحظات من اعلان التشكيلة بالحائط المسدود!
ففي المرة الاولى، بعد حل العقدة المسيحية، اعلن الحريري موعد ولادة الحكومة باليوم والساعة، الا ان عقدة جديدة ظهرت وحالت دون توجهه الى القصر الجمهوري لاصدار المراسيم.
وفي المرة الثانية، حصل توافق على تسمية جواد عدرا كممثل للقاء التشاوري وجاءت الانتكاسة جراء الخلاف على تموضعه.
وهنا السؤال الاساس: هل يمكن لرئيس الحكومة ان يعرّض مصداقيته وصورته امام الرأي العام بمزيد من الوعود في مسألة حساسة جدا لها علاقة بتأليف الحكومة، واصبح كل وضع البلد السياسي والاقتصادي مرتبط بها؟!! وبالتالي هل يجوز الا يكون هذا الموعد ثابتا؟
الاحتمالات الثلاثة
وتحدثت مصادر مواكبة عن ثلاثة احتمالات، قد تكون امام الرئيس المكلف:
– لدى الحريري ورقة سياسية مخفية لن يكشف عنها في الوقت الراهن، كي لا تفشل المساعي، الامر الذي يدفع الاعلام القريب من حزب الله الى القول ان هذا التفاؤل لا يستند الى معطيات جدية، بدليل عدم التواصل مع اللقاء التشاوري، ولا رؤية واضحة لكيفية حل العقدة المتبقية.
– الحريري يتحدث عن الفرصة الأخيرة قبل ان يلجأ الى اي خيار آخر، قد يكون نحو تفعيل حكومة تصريف الاعمال، وبالتالي قد ينتقل الخميس المقبل، اي نهاية الشهر الجاري، الى مزاولة اعماله في السراي الحكومي كخطوة اولى على هذا المسار.
– حل يعمل عليه من وراء الكواليس مع “حزب الله”، ولا يتم الاعلان عنه قبل نضوجه ويترافق الامر مع جو تضليلي لعدم افشاله، وكأنه لم يبقَ سوى تسمية “جواد عدرا- 2”.
وكل هذا الحراك يحصل على وقع ازمة اقتصادية خانقة تترافق مع تصنيفات مالية سلبية، وتطورات كبيرة حاصلة في سوريا في ضوء الضربات الاسرائيلية، والتحضيرات للمؤتمر الاقليمي الدولي في وراسو.
الاعتذار بغاية الصعوبة
وفي حين لا يُتوقع حصول اي تطور في عطلة نهاية الاسبوع، نظرا الى وجود الحريري في باريس في زيارة عائلية قصيرة، تتجه الانظار الى ما سيدلي به الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله مساء غد.
وردا على سؤال، تؤكد المصادر ان الاعتذار بغاية الصعوبة، وليس واردا لدى الرئيس المكلف، معتبرة انه في حال “هذا النفس التفاؤلي” لم يكن مبنيا على مرتكزات فعلية، فيكون الاتجاه طبعا نحو تفعيل الحكومة القائمة.
لن يسجل الانهيار
وفي هذا الاطار سئلت: الا يشكل الاتجاه نحو تصريف الاعمال تحديا لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون؟ اجابت المصادر: الحريري لن يتحدى عون والعلاقة بينهما متينة ومضبوطة.
واضافت: رفض عون لتفعيل تصريف الاعمال ليس مطلقا، بل هو خاضع للدراسة والنقاش، متوقفا عند استدعاء النائب السابق مخايل الضاهر، لمقاربة اقرار الموازنة في ظل حكومة تصريف الاعمال من الزاوية الدستورية.
تكر السبحة
واذ اشارت الى ان الخشية الاساسية تبقى في ان تكرّ السبحة وتعود الحكومة الحالية لممارسة نشاطها وكأنها قائمة وفاعلة، اكدت المصادر انه في الوقت عينه لا يمكن ان يسجل الرئيس عون على عهده انهيارا ماليا واقتصاديا، سيتحدث عنه التاريخ لاحقا.
وردا على سؤال اعتبرت المصادر انه في حال كان خيار عون الاتجاه نحو اقرار الموازنة، فسيكون ذلك اشارة واضحة منه عن انه ليس في وارد التنازل عن الثلث الضامن، وفي الوقت عينه يحافظ على المالية العامة للدولة .
(أخبار اليوم)