بقلم نجيب خليل روحانا
قال سقراط: لا تتباهى بمنظر عضلاتك، إنّما تكلّم حتى أراك وأعرف من أنت.» لقد تكلّمتم؛ نراكم ونعرفكم جيداً.
«حزب الله» وسياسييه رجال استعراض، لا حقائق، عملهم الأول والأخير، أن «يوهموا» الناس وخصوصاً بيئتهم، يانهم حالة لا تُبدل ولا تُرَد، مثلهم مثل باعة الإعلان، ورجال السينما وتجار السلع الكاسدة. يتكلّمون دائماً «بالعاطفة المفتعلة» التي تلغي المنطق، لأن «القدرة العقلانية» عندهم ضعيفة. يفرحون بالبديهيات ويتقبلون حالتهم المزرية على أنّها قدر. ينتمون الى عالم لا يرى إلا الظلال، ولا تحركه إلا «الأوهام». هزائمهم انتصارات وبطولاتهم من ورق، وها هي «شبعا» لا تزال على حالها محتلة والحصيلة تدمير لبنان. «الوهم» اسم آخر للكذب.
أما في «العقلانية»، لا شك أنّ «الحزب»، كما ظهر في سلوك تهجمات سياسييه خلال الفترة الأخيرة، يمرّ بحالة توتر حيال كل ما يجري من حوله داخلياً وخارجياً. «لا» للسلاح الإيراني، لأنّ الجيش اللبناني ولا الدولة اللبنانية قادرة على أن تغامر بقبول السلاح، الّذي ستقابله فوراً مقاطعة غربية في العدة والعتاد. «لا» للدواء لأنّ لبنان متقدم صناعياً على إيران في إنتاج الأدوية. «لا» لإستجرار الكهرباء من إيران عبر العراق فسوريا، لأنّ لبنان يعرف جيداً التجربة المرة للعراقيين مع إيران في الكهرباء والماء، كما في الدواء والسلع. «العقلانية» تقول بأنّه هناك اختناق إقتصادي وسياسي في طهران، و«حزب الله» يصرخ الموت لأوروبا طبعاً بعد الموت لأميركا، عندما تضطر الدولة الإسلامية الى إزالة ثلاثة أصفار من قيمة عملتها. ومن أجل كل ذلك يكاد لبنان يغرق في هذا الكلام والضجيج النظري عن المساعدات الإيرانية، لمجرد قول طهران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية بينها بيروت… مفهوم؟
أما في «التاريخ»، أين كنتم عندما كان الفلسطيني محتل لبنان وجنوبه يدعى «فتح لاند»، وكان يتطاول على شرفكم وعرضكم. قتل وهجر ونبش قبور المسيحيين، وقرر تحرير القدس مروراً بجونيه. طبعاً يا إخوان، تاريخنا بشهدائه وأبطاله وثقافته يختلف عن تاريخكم. تاريخنا المسيحي يحمل صفحة الدبابة الإسرائيلية المكللة بالأرز الشيعي، وأسلحة كثيرة من بلدان عدة للدفاع عن مصيره ومصير غيره حيث كانت الأمة الإسلامية بكاملها تعد العدة لزوالنا.
نصيحة ببلاش ومن صفحات تاريخنا. لا تلعبوا بالنار، ولا تجربوا المسيحيين في لبنان من جديد. وإذا كنتم تعتقدون بأنّ الشعب اللبناني المسيحي على شاكلة بعض سياسييه فأنتم مخطئون وواهمون. أبطالنا مثل «البشير» وشباب زحلة، تخرج دائماً وأبداً من تحت الرماد «كالفينيق»، لتزيل عنها الإستبداد والتسلط ومشاريع تهديد المصير المسيحي اللبناني والسلام عليكم..!!