خطط، تدابير، مناقصات، سن قوانين، إصلاح الخلل، ضرب الفساد، تضخيمات بالأرقام والكلمات والتحليل وتبادل الإتهامات بالتسويف والتخويف بعظائم الأمور؛ نحن محاطون بكل ما هو تضخيم في الإدعاء والتسميات والألقاب: «أوتستراد» بالمعيار الدولي «طريق فرعي» محفوف ببيّاعي البطاط والبطيخ. هذا معلم «أثري قديم» براء منه الرومان واليونان والفينيقيون. هذه «فيلا فخمة» وهي ليست أكثر من بيت عادي واسع.
إنّها دائماً توصيفات «مليانة» هواء، والتضخيم يحاصرنا في كل مكان وكل إعلان، نضخّم الوقائع لأنّها أجمل على السمع، نتغنّى بالـ «أول» والـ«أكبر» والـ«أكثر» من دون إثباتات ولا حقائق ولا أرقام، فنطلق طولاً وعرضاً بكلمات وتعابير وتسميات أكبر من أفواهنا وأحياناً أحجامنا.
القيادات اللبنانية (معظمهم) مثل الضفادع في قعر البئر مقتنعة بأنّ وساعة الفضاء على وسع فتحة البئر وإذ تنقّ في ما بينها يتردد صدى نقيقها مضخماً لأنّ البئر فارغة. ومتى أخذت البئر تمتلئ بالمياه يخف الصدى تدريجياً حتى إذا امتلأت اختفت ترددات الصدى المضخمة واكتشفت جماعات الضفادع أنّ الفضاء أوسع بكثير من فتحة البئر. هذه هي حال القيادات اللبنانية ونظرية الخواء والإمتلاء.
أما في حالتنا الخاوية، تنازلنا مكرهين عن النظام الرئاسي وإدارة البلاد «للشريك المسلم»، وسلّمنا بلداً يدعى «سويسرا الشرق»، فأصبح مركزاً للإرهاب العالمي وانتشار الأصوليات المحمّلة إيديولوجيات تملك أنماطاً معيّنة من التعليم والتثقيف تقوم على ثنائيات قاتلة وإلغائية وإختزالية بين الخير والشر، إسلام ظلامي جارراً وراءه شعوب كالخراف تعيش جاهلية الحياة، يستنهضها دينياً لتحقيق مخططاته. «سويسرا الشرق»، حالته محفترة، مهترئة، مكسورة، مفلسة، تأكلها جاهلية الإسلام السياسي اللبناني بصحون ثقافة الموت والفكر التكفيري. أصبح لبنان اليوم مثل العالم الإسلامي الظلامي، أبنية، طرقات وناس إنما بلا روح.
أما في حالتنا المسيحية الخاوية، فإنّ القيادات المسيحية ما بعد البشير (معظمهم) ضيّعت المسار والمصير، ولن أصفها إلاّ «بالتبعية» الحقيرة، لأنّها حوّلت الشعب اللبناني المسيحي الى مجموعات مقهورة، مذلولة ومشتّتة، شعارها العوز وانتمائها زبائني. أنتم لستم من فصيلنا، أنتم قلّة، أنتم من قوافل التجار التي تشتري وتبيع حتى نساءها وأطفالها.
الى الشريك المسلم؛ مش ماشي الحال، لا بالرؤية ولا بإدارة الحكم ولا بالصلاحيات، لا حل بيننا إلا بتطبيق «اللامركزية الموسعة» الى أقصى الحدود، والى القيادات المسيحية، مش ماشي الحال أيضاً، إلاّ بتطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة» الى أقصى الحدود كي نستطيع أن نحاكمكم ونحاسبكم ونذلّكم كما تذلّون المسيحيين، والسلام عليكم!!
The online publishers is a ‘one stop shop’ in the global search engine optimization industry