حاولوا بفعل «الأمر الواقع» أن يفرضوا على البلد واقعاً سياسياً، إقتصادياً، إجتماعياً، إنتمائياً شاملاً يسلخه عن حقيقة هويّته، فأصبحنا في «عين العاصفة». مطالب «الثوّار» محقّة وسط حيرة وتخبّط المسؤولين الموجودين في «الإقامة الجبرية» التي فرضها عليهم حزب الله: «الأمر لي».
وطن يتهاوى منذ «اتفاق الطائف» العاقر، أحزاب وتكتلات تحميها عفاريت «الحزب»، والزعماء شياطين جهل واستغلال وجشع (مال وسلطة) لا ينطفى، يدّعون الإهتمام الجدّي والولاء المخلص، وأكثرهم عملاء للداخل والخارج.
أسقط الناس المحرمات، ولم يميزوا ما بين مسؤول وآخر. للمرة الأولى طبّقت عبارة «كلن يعني كلّن». اللبنانيون اختاروا «ثقافة الحياة»، وقرروا مواجهة آلة الظلم والترهيب. يريدون حياة أفضل، وأنهم أكبر وأقوى من «محاور» الممانعة والفساد والظلم والإستبداد والمكابرة ورفع الأصابع والتهديد والوعيد «والجرف»، متّحدين جبروت مستمد من سلطات وصاية خارجية، لا يمارس إلاّ الكيدية والتسلّط وفرض «أمر واقع» لا أحد يريده حتى «بيئته الحاضنة».
توخّدت «القبائل اللبنانية» على حاجات بدائية لم تعد خافية على أحد: الكهرباء، والمياه الملوّثة، والمزروعات المسممة، والهواء غير النظيف، والبحر الممتلئ نفايات، والشح النقدي، والإقتصاد المتهاوي، وإقفال شركات كبيرة وصغيرة، وبطالة متزايدة، وبضاعة مهرّبة، وضرائب، وفساد، وأموال منهوبة، ومشاريع يلعب فيها المسؤول دورين: دور السلطة ودور المستفيد». وفي خضمّ الإعتصامات والإضرابات «والحراك الشعبي الهائج»، أتت مقولة «مؤامرة خارجية»، ما يعني أنّ المعتصمين عملاء يحرّكهم الخارج، وبات عقابهم واجباً. سبقت طهران الجميع، بمن فيهم «الحزب»، بالتصويب على الإنتفاضة في البلد، وإقحام نفسها فيها مدرجة إيّاها في خانة «استهداف المقاومة»، ورفض التدخلات الأجنبية والسفارات بتمويل الحراك.
أطل المرشد الأعلى ليتّهم أميركا وأجهزت الإستخبارات العربية بالتعاون مع الدول العربية، بإثارة الفوضى والإضرابات في لبنان محذراً من أنّه «عندما تنهار الأطر القانونية في بلد ما، لا يمكن القيام بأي عمل»، معتبراً أنّ «الدولة الإسلامية» قائمة على أطر قانونية، ديمقراطية وحرية، وليس على «حكم ملالي»، استبدادي وظلامي. وفي المقابل، أبلغنا وأبلغ العالم «الجنرال الإيراني سليماني»: «إننا في إيران نعرف كيفية التعامل مع المحتجين، قد حصل ذلك في إيران، وسيطرنا على الوضع»، وطبعاً ضمن أطر «رش الأسيد» على وجوه النساء «ودعوسة» الناس وقتلهم».
يا أخوان، في خضمّ ما يدور من «دوجلة وهوجلة ودوجرة وسروجة»، مرتا مرتا المعروف واحد. «زبيدة» حاملي «زبدة» وطالعا على «زبدين». المشكلة محورها حرفان في الأبجدية: «الزين والباء». و«الحزب» صاحب مقولة «اللاتغيير الحكومي» سقطت بالضربة القاضية كبداية في رسالة واضحة من الحراك، داخلية، وأيضاً عابرة للحدود والسلام عليكم!!!
الإمارات ومصر تطلقان برنامج استثمارات مشتركاً بقيمة 20 مليار دولار