حركت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المياه في الحوض السياسي اللبناني الذي يغلي على نار القهر والدم والجوع والفقر والإنقسامات الخبيثة، مبشرةً بمرحلة سياسية جديدة مدعومة دولياً إذا أنّ العهد أمام فرصته الأخيرة بعد الكارثة الدموية التي حلّت في بلد استفاق في 5 من الشهر الجاري بلا عاصمة!!
بيروت المنكوبة من نيترات الأمونيوم الكيميائي في الشكل والسياسي في المضمون استدعت على الفور حلول رئيس جمهورية الأم الحنون، ضيفاً عزيزاً على أرضها.
ماكرون الذي اقتصرت زيارته على يوم واحد بدى واضحاً وبعيداً عن البروتوكول أنه كان قد اكتفى بزيارة الناس في أحيائهم وشوارعهم حيث كوّن صورة واضحة من خلال استماعه لوجع الشعب اللبناني وصرخة الشارع التي يناشد المسؤولين الغير مسؤولين بالإستقالة مروراً بالمحاسبة وصولاً لحد تعليق المشانق كما أظهر كامل وجوه التجاوب والتفهّم لعدم ثقة الشعب بمفهوم الدولة والمؤسسات.
فكان خطابه إلى الشعب معلناً: “أنا لست هنا لدعم النظام أو الدولة أو الحكومة”، والمساعدات الفرنسية لن تنتهي بين أيدي الفاسدين. ترك الرئيس الفرنسي رسائله الشديدة اللهجة في عهدة السلطة اللبنانية، وغادر الى بلاده، على أن يعود الى لبنان مطلع أيلول المقبل أيلول بالتزامن مع الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير ليسأل العهد والحكومة ماذا فعلتما في الفرصة الأخيرة؟ في وقت يرى كثير من اللبنانيين أن “فاقد الشيء لا يعطيه“
واذا كانت الحقيقة والمحاسبة هما أولويتان لا يعلو عليهما أيّ امر آخرتحديداً في هذه المرحلة الحرجة، فلبنان والعالم ينتظران نتائج التحقيق بالنكبة – المجزرة ” بيروتشيما ” كي تقنعنا السلطة بأن قضاءها نزيه وذلك وسط خشّية اللبنانيين المشروعة من ان تضيع مجدداً في زواريب المحسوبيات السياسية التي سبق لها أن ابتلعت الكثير من الملفات وغطت وحَمت وعتمت على كثير من الأسماء، ما يضع لجنة التحقيق في انفجار المرفأ ومن خلفها السلطة بمجملها أمام تحدي النجاح في المهلة النهائية على غرار اختبار الشفافية الذي رسبت فيه لجان وسلطات متعاقبة، خصوصاً انّ ما بعد 4 آب لن يكون كما قبله، وبالتالي في حال تكللت نتائج سير عملية التحقيق بالنزاهة والعدل، لن نحتاج إذاً الى محكمة دولية ثانية.
إن أعطوك ورقة وقلم وأجبروك على الكتابة، تمرّد وأكتب بخطٍ مائل “كن حُراً” بقلم جيسيكا رزق المعلوف.
The Online Publishers “TOP Platform” is specialized in driving Foreign Direct Investment (FDI) to countries around the globe. TOP’s expertise builds on years of experience in the digital marketing, SEO, content creation, translation and advertising sectors. TOP has partnered with a massive global network of writers, bloggers, social media influencers, newspapers, and other agencies, to secure the flow of FDI to a specific country, by effectively targeting demographic locations around the world.