وطنية – عقد المجلس القومي في “الحزب السوري القومي الاجتماعي”، اجتماعه السنوي، في “دارسعاده الثقافية والاجتماعية” في ضهور الشوير، للاستماع إلى تقريري السلطتين التشريعية والتنفيذية ومناقشتهما، وأطلق على الاجتماع اسم “فلسطين، انتصاراً لمقاومة شعبنا ودماء شهدائه“.
افتتح الاجتماع رئيس “المجلس القومي” عاطف بزي، وتلا “المواد الدستورية التي تنظم انعقاد الاجتماع ووظائفه”.
وقدم “رئيس المجلس الأعلى” سمير رفعت توطئة لتقرير المجلس الأعلى، قبل أن يتلو “ناموس المجلس الأعلى” الأمين سماح مهدي التقرير “الذي تضمّن نشاطات المجلس الأعلى وتشريعاته، لا سيما تمديد ولاية مندوبي المجلس القومي لمدة سنة، انسجاماً مع مبادرات السلطة التنفيذية لتحقيق الوحدة.“
وعرض رئيس الحزب أسعد حردان تقريراً شاملاً عن “عمل العمدات والنشاطات العامة التي أقامها الحزب خلال سنة”.
واستهلّ التقرير بإحاطة عامة “لمجمل الأحداث والتطوّرات على صعيد أمتنا والعالم العربي والعالم”، مشيرا إلى أن “إطلاق اسم فلسطين على الاجتماع السنوي للمجلس القومي لأنها بالنسبة لنا جوهر قضيتنا وفي سبيلها قدّمنا التضحيات الجسام”.
وأضاف: ” في مواجهة العدوان الصهيوني نمتلك كل عناصر القوة لمواصلة مسيرة المقاومة والجهاد وأبناء شعبنا في فلسطين أكدوا بصمودهم وإرادتهم أننا على طريق تحقيق الانتصار التاريخي الكبير”،
معتبرا أن “العدوان الصهيوني الأخير، والاغتيالات التي نفذها عدونا الوجودي بحق قادة مقاومين في فصائل المقاومة، وبحق الأطفال والمدنيين، كلها تشير إلى أننا نواجه عدواً إرهابياً عنصرياً متغطرساً، وأننا في هذه المواجهة نمتلك كلّ عناصر القوة التي تمكننا من مواصلة مسيرة المقاومة والجهاد ولقد أكد أبناء شعبنا في فلسطين بصمودهم وإرادتهم أنّنا على طريق تحقيق الانتصار التاريخي الكبير“.
ورأى أن “الحرب الإرهابية الكونية التي استهدفت الشام على مدى 12 عاماً، هي حرب غير مسبوقة فالمشاركون في هذه الحرب لم يكتفوا باستخدام الأسلحة العسكرية، بل وضعوا كل قدراتهم المالية والسياسية والإعلامية لإسقاط الدولة السورية، وإزاحتها من معادلة المنطقة، لأنهم يعتقدون، واعتقادهم صحيح، بأنه حين تسقط دمشق، تتهاوى كل قلاع المقاومة، وتصبح بلادنا كلها تحت السيطرة والهيمنة الصهيونية ـ الغربية”.
وقال حردان: “منذ بدء الحرب على الشام، انفض عنها كثيرون، وبعضهم، لولا دمشق لم تكن له حيثيات سياسية، وصار كثيرون يتسابقون للاشتراك في الحرب عليها عبردعم الإرهاب والدعوة لكي يحكم الإخوان وأخذوا يضربون المواعيد بالأيام والأسابيع لسقوط قلعة المقاومة وحصنها المنيع غير أن حسابات هؤلاء ورهاناتهم هي التي سقطت بالضربة السورية القاضية التي استمدّت عزمها وقوتها من إرادة السوريين وصمودهم وثباتهم، ومن شجاعة وحكمة الرئيس بشار الأسد، ومن بسالة جيش تشرين وتضحياته“.
وأضاف: “كنا واثقين من حتمية الانتصارعلى كلّ قوى الشر والإرهاب ورعاتهم وداعميهم، ثقة عبرنا عنها بالمواقف والأفعال، مواقف وضعتنا في دائرة الاستهداف، ومفاعيلها لا تزال مستمرة وأفعال قدمنا من خلالها التضحيات والشهداء، فتحية لشهدائنا طليعة انتصاراتنا الكبرى، والتحية لشهداء الجيش السوري البطل، ولكل شهداء القوى الحليفة والصديقة، وهم جميعاً شركاء في صناعة الانتصار“.
وتابع: “نعم سورية انتصرت، ومعها انتصرت كل قوى المقاومة، ولهذا الانتصار انعكاسات في السياسة، واليوم نشهد تبدلاً في مواقف بعض الدول العربية، واتجاهاً واضحاً لإعادة صياغة العلاقات مع سورية، وهناك خطوات اتخذت في هذا السياق وعلى أكثر من صعيد، وهذا تطور إيجابي لمصلحة العالم العربي وشعوبه، لكننا نسأل أين لبنان الرسمي من كل هذا المشهد، ولماذا يصر لبنان على البقاء في الصفوف الأخيرة ينتظر الإملاء والإشارة من هذه الدولة أو تلك، عما يجب أن يفعله؟“.
وأردف: “لبنان كان ولا يزال في الصفوف الأمامية، مقاوماً ضد العدو الصهيوني. ويجب أن يكون دائماً في الصفوف الأمامية وصاحب قرار. ولذلك نكرر اليوم ما أكدنا عليه في 30 نيسان الماضي خلال حفل افتتاح دورة الاستشهادية سناء محيدلي للإعداد الإعلامي، بأنّ حكومة تصريف الأعمال في لبنان مطالبة بأن تشكل وفداً سياسياً رسمياً يذهب إلى دمشق ويناقش كل الملفات ومنها ملف النازحين من أبناء شعبنا. وأن تكون الأولوية لتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين لبنان والشام، وهي اتفاقيات كلها تصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين”.
ودعا ” الحكومة اللبنانية إلى أن “تبادر باتجاه الشام وسريعاً، وحذار من البقاء في ردهة الانتظار، لأن ذلك ليس من مصلحة لبنان وأهله”، لافتاً إلى أن “استهداف بلادنا مستمرّ بحصار دمشق وبيروت، لكن معركتنا متواصلة في مواجهة كلّ محاولات التفتيت والهيمنة“.
وإذ نبه “من الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان، وخطورة انعكاسه على الأمن الاجتماعي”. رأى أن “المشكلة التي يواجهها لبنان لم يعد حلها يقتصرعلى اعتماد سياسات اقتصادية مجدية، بل المطلوب أن تتشكل إرادة إنقاذية صادقة، تتجسّد بتطبيق الدستور وتفعيل عمل المؤسسات وانتظامها، وإنجاز الاستحقاقات، وفي مقدّمها انتخاب رئيس للجمهورية، يحمل من المواصفات الوطنية ما يجعله محل ثقة اللبنانيين بائتمانه على الدستور والتزام تطبيقه.”
وختم حردان: “ان اللامركزية الإدارية التي نص عليها الدستورارتبطت بتحقيق الإنماء المتوازن، وبقانون انتخابي على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة وعلى القاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي، وبتحقيق الإصلاح السياسي الشامل، وهذا ما نأمل الوصول اليه، لكن أن يذهب البعض إلى تحويل اللامركزية إلى شعارات تستبطن تقسيم البلد وتحويله الى مجموعة فدراليات ومحميات وأخذه الى مربع الفوضى، فهذا ما لا نقبل به، فنحن ناضلنا من أجل وحدة لبنان واستقراره وسلمه الأهلي، ومعنيون بأن نصون وحدة البلد في مواجهة كل مشاريع الفدرلة والتقسيم”.