أعلنت الشركة الهولندية “أونوورد” اليوم الأربعاء أنها قامت لأول مرة بإجراء اختبارات لزراعة دماغية متصلة بزراعة تحفز الحبل الشوكي، بهدف تمكين مريض مصاب بالشلل الرباعي من التحكم في حركة ذراعيه ويديه وأصابعه من خلال التفكير.
ووفقًا لتقارير صحفية فرنسية، سبق أن جمعت هذه التقنيات المزدوجة بينهما لمساعدة مريض مصاب بشلل نصفي على استعادة قدرته الطبيعية على المشي من خلال التفكير.
وتم استخدام هذه التقنية المزدوجة للأطراف العليا لأول مرة في هذا السياق.
وأوضحت الجراحة جوسلين بلوك التي أجرت العمليتين لوكالة الصحافة الفرنسية أن “حركة الذراع أكثر تعقيدًا”. وبينما لا تتعلق مشكلة التوازن بالذراع، إلا أن التحدي يكمن في “عضلات اليد التي تتطلب دقة كبيرة، حيث تحتوي على العديد من العضلات الصغيرة المختلفة التي يجب تنشيطها في نفس الوقت لتنفيذ بعض الحركات”.
تمت العمليتان في مركز فود الاستشفائي الجامعي في مدينة لوزان السويسرية في الشهر الماضي لمريض رفض الكشف عن هويته، وهو رجل سويسري يبلغ من العمر 46 عامًا فقد قدرته على استخدام ذراعيه بعد حادث سقوط.
في العملية الأولى، تم زرع غرسة دماغية بقطر بضعة سنتيمترات، تم تصميمها من قبل المنظمة الفرنسية “سي أوز آ – كليناتك” فوق الدماغ في مكان قطعة صغيرة من الجمجمة.
أما العملية الثانية، فاستهدفت وضع أقطاب كهربائية ابتكرتها شركة “أونوورد” على مستوى الحبل العنقي، وهي متصلة بجهاز صغير مزروع في البطن.
تقوم الغرسة الدماغية المعروفة باسم “واجهة الدماغ والآلة” بتسجيل مناطق الدماغ التي تنشط عند تفكير المريض في حركة معينة، وترتبط هذه المناطق بالأقطاب الكهربائية لتشكيل نوعًا من “الجسر الرقمي”.
وأكدت جوسلين بلوك التي شاركت في تأسيس شركة “أونوورد” وتعمل كمستشارة لها أن “الأمور تسير على ما يرام حتى الآن”. وأضافت: “نحن قادرون على تسجيل نشاط الدماغ ونعلم أن التحفيز يعمل، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن التقدم الذي أحرزناه، وما يمكن أن يقوم به المريض الآن”.
المريض لا يزال في مرحلة التدريب للتأكد من أن الغرسة الدماغية تتعرف على مختلف الحركات المرغوبة. ومن المتوقع بعد ذلك تكرار الحركات غير المسجلة عدة مرات حتى تصبح طبيعية. وستستغرق العملية “بضعة أشهر” وفقًا للدكتورة بلوك.
من المتوقع مشاركة مريضين آخرين في هذه التجربة، ومن المفترض نشر النتائج الكاملة في وقت لاحق.
تم استخدام تحفيز الحبل الشوكي في السابق بنجاح لتحريك ذراع المرضى المصابين بالشلل، ولكن دون الاقتران بزراعة دماغية.