شهدت دارة مفتي جبيل فضيلة الشيخ غسان اللقيس معانقة مسيحية اسلامية ارست قواعد الحوار وعززت روح السلام النابعة من إيمان الانسان بالحياة.
جسد المعانقة الوفد الفرنسي الذي ترأسه رئيسة مؤسسة des Artisans de Paix ” صانعو السلام”، الدكتور بولا كسباريان حيث كان في استقبالها والوفد المرافق كل من المفتي الشيخ غسان اللقيس، القاضي الدكتور محمد النقري، اعضاء جمعية جبيل عاصمة عالمية للحوار المسيحي _ الاسلامي وتيلي لوميار.
بعد الاستقبال، جرى تداول بالشؤون التي تتعلق بمسألة الحوار المسيحي _ الاسلامي وكيفية تفعيل هذا الحوار من أجل الوصول الى بناء السلام لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات وحروب.
المفتي غسان اللقيس قال:” نحن نحاور الآخر من اجل السلام لأننا مدعاة سلام وان هذا المفهوم ينبع من الدين وبالتالي نحن مدعوون كي نتشبه بالخالق ونؤمن بشرعة أنسنة الانسان.
واوضح الشيخ اللقيس، ان هناك مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة تتمحور وتنعقد حول السلام، لكن السؤال الذي يسأله كل واحد منا هل ان السلام يتحقق وكيف السبيل الى تحقيقه؟ اذا لم نقتنع ان السلام هو حق ملزم وخيار واضح لأن الله امرنا بأن نكون مدعاة سلام.
ونوه الشيخ اللقيس بجهود الدكتور بولا كاسباريان متطلعا الى طيب التعاون الذي سيقام بين جمعيتها الفرنسية وجمعية جبيل عاصمة عالمية للحوار المسيحي الاسلامي.
مقابل ذلك، أشار الدكتور القاضي محمد النقري الا أنه في الوقت الذي يمر به لبنان بأزمات خانقة على مختلف الصعد، يأتي هذا الصوت الحواري اليوم ليؤكد ان لبنان كان ولا زال مرتعا للتلاقي والحوار، وليست جبيل سوى علامة من علاماته الوطنية والتي تعتبر مدينة النساك والعباد، فالكل يجتمع في جبيل من مسيحيين ومسلمين حاملين الوديعة على خطى من سبقهم وهذا ما دفعنا الى اعلان جبيل عاصمة عالمية للحوار المسيحي_ الاسلامي.
واضاف د. النقري، الاعلان الاول تم اطلاقه من القصر الرئاسي_ بعبدا حيث تشاورنا مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون وما رافق هجذا التشاور من ايجابية.
اما الاعلان الثاني فكان من مدينة افالا الاسبانية خلال انعقاد مؤتمر عالمي ونجاح هذا الان يعود الى الجهد الذي بذله عضو في بلدية جبيل الدكتور خالد اللقيس.
في حين، يتجلى الاعلان الثالث حينما نلنا بركة البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، وغير ذلك من الندوات التي اقمناها في سبيل هذا المضمار، ما شكل حافزا لولادة جمعية جبيل عاصمة عالمية للحوار المسيحي_ الاسلامي في الآخر من شهر تشرين الأول العام 2018 بأمسية بعنوان” ستنا مريم” .
وبدورها، استعرضت الدكتور بولا المراحل التاريخية التي افضت الى تأسيس مؤسسة” صانعو السلام” وهي مؤسسة مدنية مقرها العاصمة الفرنسية باريس تضم كل الديانات والطوائف والبوذييين.
وأوضحت الدكتور بولا ان الحركة هي موجودة منذ العام 1801 وعملت منذ العام 1986 بتوجيهات البابا القديس يوحنا بولس الثاني في أسيز ومن هناك بدأت الانطلاقة وفق لمعايير عدة منها: البعد الروحي جوهره الانسان، الفكر العقلي، والفكر العملي الذي يسعى الى تطبيق الأفكار التي تؤسس لبناء السلام.
وأكدت د. بولا انه يجب على كل انسان ان يبحث عن طرق السلام ، السلام النابع من داخله وقلبه ووجدانه الذي يعزز المساواة ويجمع الكل تحت كنف الله الواحد”.
وعلى خط مواز، اوضح الدكتور ادونيس العكرا المدير السابق للمركز الدولي لعلوم الانسان بأن” زيارة الوفد الفرنسي تحت راية مؤسسة” صانعو السلام”، قد اعادته الى فترة من الزمن حيث كان يعمل من اجل تحقيق اهداف بناء الانسان وتعزيز السلام، معبرا عن فرحه لانضمامه في جمعية جبيل عاصمة عالمية للحوار المسيحي_ الاسلامي قائلا:” تعالوا كي نرى في الديانتين اين الأخوة والسلام وندعهما عوضا عن بقائهما في الشكل والنص، تعالوا كي ندعم الحياة بالعمل السلمي من أجل الاخوة وبناء جسور التواصل”.
من جهته، نوه الدكتور شربل حواط عضو في جمعية جبيل عاصمة عالمية للحوار المسيحي الاسلامي بالدور الذي بذله القاضي الدكتور النقري واطلاقه هذه الجمعية من مدينة افالا الاسبانية مؤكدا انه” اذا ما اردنا الاستمرار في بناء الاوطان علينا ان نكرس احترام الآخر ونعمل على الغاء الطائفية لأن الوطن لا يستقيم بالأقوال انما بالحوار والعيش معا”.
